لماذا لا نشعر بالسعادة رغم نجاحاتنا؟… السر النفسي الذي لا يخبرونك به
صحتك النفسية أولاً
تخيل للحظة أنك متسلق جبال محترف، قضيت شهورًا طويلة، وربما سنوات، في التدريب الشاق القاسي، حرمت نفسك من الراحة، وواجهت البرد القارس، كل ذلك من أجل تلك اللحظة السحرية التي تغرس فيها علمك على القمة الشاهقة.
وبعد جهد جهيد، ومخاطر كادت تودي بحياتك، تصل أخيرًا.
| لماذا لا نشعر بالسعادة رغم الإنجاز؟ – صحي1 – صحتك النفسية أولاً |
المشهد من الأعلى خلاب يخطف الأنفاس كما توضح مدونة صحي1، والهواء نقي كأنه لم يدخل رئة بشر من قبل، والعالم كله يبدو صغيراً تحت قدميك.
تلتقط الصورة التذكارية المنتظرة، وتبتسم للكاميرا ابتسامة النصر، ولكن في قرارة نفسك، وفي تلك اللحظة بالتحديد، تشعر بشيء غريب ومربك.. صمت مفاجئ، وبرود غير متوقع يسري في عروقك بدل حرارة الفرح.
تسأل نفسك بصوت خافت ومرتعش: "هل هذا كل شيء؟
هل لهذا جاهدت كل هذا الجهد؟".
هذا المشهد الدرامي لا يحدث فقط على قمم جبال الهملايا، بل يتكرر بصمت وألم يوميًا في حياة الملايين منا، داخل مكاتبنا الفاخرة مكيفة الهواء، وفي منازلنا الجديدة التي صممناها بعناية، وفي حساباتنا البنكية التي تتنامى أرقامها بانتظام.
نحن نحقق الهدف تلو الآخر، ونشطب قائمة المهام ببراعة يحسدنا عليها الجميع، ننتقل من نجاح إلى نجاح، ومع ذلك، يظل هناك ثقب أسود صغير وغامض في الروح يبتلع الفرحة قبل أن تكتمل، ويتركنا نتساءل بمرارة: "أين السعادة التي وعدنا بها أنفسنا؟".
إن الشعور بالفراغ أو "اللامبالاة العاطفية" بعد تحقيق إنجاز كبير، أو ما يُعرف بـ "اكتئاب ما بعد النجاح" (Post-Achievement Depression)، ليس دليلاً على جحودك للنعم، ولا يعني أنك شخص كئيب أو ناكر للجميل بطبعك، كما قد يوسوس لك الشيطان أو النفس اللوامة.
إنه ظاهرة نفسية بشرية عميقة ومعقدة للغاية تعرف علميًا بـ "التكيف مع المتعة" أو (Hedonic Adaptation)، حيث يعود مستوى سعادتك بسرعة مذهلة إلى معدله الطبيعي "خط الأساس" بعد أي حدث إيجابي كبير، تمامًا كما تعود درجة حرارة جسمك للاستقرار بعد حمام ساخن أو بارد.
لكن في عالمنا المادي المتسارع الذي يمجد "الإنتاجية" على حساب "الإنسانية"، وقعنا في فخ ثقافي خطير: لقد برمجنا عقولنا وعقول أطفالنا على أن السعادة هي "محطة وصول" نهائية تنتظرنا عند خط النهاية، ونسينا الحقيقة الأزلية بأنها "طريقة سفر" ومنهج حياة.
في هذا المقال الشامل والمطول، لن نحدثك بعبارات التنمية البشرية السطحية والمستهلكة مثل "كن إيجابيًا وابتسم للحياة"، ولن نطلب منك التخلي عن طموحك المشروع والزهد في الدنيا والانعزال في كهف.
أ/ فخ "الدوبامين" والمطحنة التي لا تتوقف: لماذا لا تدوم الفرحة؟
لفهم لماذا يتبخر شعور السعادة بتلك السرعة العجيبة بعد الإنجاز، يجب أولاً أن نفهم كيمياء أدمغتنا وكيف تعمل "دائرة المكافأة" (Reward System) بداخلنا.
عندما تضع لنفسك هدفًا طموحًا (مثل شراء سيارة فاخرة، الحصول على ترقية كبيرة، أو حتى إنهاء مشروع ضخم)، يبدأ دماغك في إفراز هرمون الدوبامين.
المشكلة تكمن في فهمنا الخاطئ لهذا الهرمون؛
فالدوبامين ليس هرمون "السعادة" أو "الاستمتاع" كما يشاع شعبيًا، بل هو في الحقيقة هرمون "السعي، والترقب، والرغبة".
وظيفته البيولوجية الأساسية هي تحفيزك للتحرك وبذل الجهد للحصول على المكافأة.
إنه الوقود الذي يجعلك تستيقظ مبكرًا وتعمل لساعات متأخرة.
الدوبامين يمنحك النشاط والحماس والشغف أثناء الرحلة، طالما أن المكافأة لم تتحقق بعد.
لكن، وهذه هي الصدمة البيولوجية، بمجرد وصولك للهدف واستلامك للمفتاح أو الجلوس على كرسي المنصب الجديد، تنخفض مستويات الدوبامين بشكل حاد ومفاجئ، لأن وظيفته التحفيزية قد انتهت.
هذا الانخفاض المفاجئ يتركك مع شعور بالهبوط النفسي، الفراغ، أو الخواء، وهو ما يشبه أعراض الانسحاب، ويعرف بـ "اكتئاب ما بعد الإنجاز".
علماء النفس يطلقون على هذه الحالة اسم "المطحنة اللذيذة" أو "جهاز المشي الهيدوني" (Hedonic Treadmill). التسمية دقيقة جداً؛ تخيل أنك تجري على جهاز المشي الرياضي؛
مهما ركضت بسرعة، ومهما بذلت من جهد، تظل في مكانك الجغرافي الثابت.
وبالمثل، مهما حققت من إنجازات مادية، ومهما جمعت من ممتلكات، فإن "سقف توقعاتك" (Expectations) يرتفع تلقائيًا مع كل إنجاز جديد، وتصبح النعمة الجديدة والمبهرة هي "الوضع الطبيعي" الجديد (New Normal) خلال أيام أو أسابيع قليلة جدًا.
السيارة الفارهة التي كانت حلمًا يداعب خيالك لسنوات تصبح مجرد وسيلة نقل عادية تقف في الزحام، والراتب الكبير الذي كنت تحلم به يصبح مجرد رقم اعتيادي يغطي مصاريف ومسؤوليات ارتفعت هي الأخرى بتلقائية عجيبة.
ب/ الفرق الضائع: بين "المتعة" العابرة و"السعادة" المقيمة
نحن نعيش اليوم في عصر استهلاكي يخلط خلطًا فادحًا ومدمراً بين مفهومين مختلفين جذريًا: "المتعة" (Pleasure) و"السعادة" (Happiness). المتعة هي تجربة حسية، بيولوجية، آنية، وتأتي غالبًا من مصادر ومثيرات خارجية (طعام لذيذ، شراء ملابس ماركات، مشاهدة فيلم، إطراء من مدير، زيادة في الراتب).
مشكلة المتعة الجوهرية أنها قصيرة الأجل جدًا، ولها ما يعرف بـ "عتبة إشباع"؛
فالقطعة الأولى من الحلوى لذيذة وممتعة جدًا، والثانية جيدة، لكن الثالثة عادية، والخامسة قد تسبب لك الغثيان والنفور.
المتعة تشبه السكر؛
تعطيك طاقة سريعة يعقبها هبوط حاد.
اقرأ ايضا: لماذا نفقد أعصابنا بسرعة… وكيف تستعيد الهدوء خلال 60 ثانية فقط؟
أما السعادة الحقيقية، بمفهومها النفسي والروحي العميق، فهي حالة داخلية مستقرة من الرضا والسكينة (Contentment)، لا ترتبط بالضرورة بمثير خارجي لحظي، ولا تتأثر بتقلبات الأحداث اليومية البسيطة، بل ترتبط بمعنى عميق للحياة وشعور بالهدف.
السعادة هي "مناخ" الروح العام، بينما المتعة هي مجرد "طقس" يومي متقلب.
يمكنك أن تكون حزينًا (بسبب فقد عزيز مثلاً) ولكنك في عمقك "سعيد" وراضٍ عن قضاء الله ومسار حياتك.
من المنظور الإسلامي الراقي، السعادة الحقيقية تعرف بـ "الحياة الطيبة"، وجوهرها هو "الرضا بالله وعن الله".
الرضا هنا ليس استسلامًا سلبيًا أو تواكلاً وكسلاً، بل هو حالة نشطة وإيجابية من التصالح مع القدر، والثقة المطلقة في حكمة المدبر.
يقول ابن القيم رحمه الله في وصف دقيق: "الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين".
عندما تربط سعادتك بالإنجاز الدنيوي والمادي فقط، فأنت تربطها بمتغيرات هشة لا تملكها بالكامل (قد تخسر وظيفتك، قد تمرض، قد يتغير السوق)، وهذا وصفة مؤكدة للقلق الدائم والخوف من المستقبل.
أما عندما تربطها بـ الرضا الداخلي وبأداء ما عليك من واجبات وسعي، فإنك تحرر نفسك تمامًا من عبودية النتائج.
علاج هذا الخلط المفاهيمي يكمن في ممارسة يومية بسيطة ولكنها سحرية التأثير: "الامتنان العميق" (Deep Gratitude). .
لا تكتفِ بقول "الحمد لله" بلسانك كعادة لفظية آلية سريعة، بل استشعرها بقلبك وجوارحك.
خصص دقيقتين يوميًا (يفضل قبل النوم أو بعد الصلاة) لتتأمل بصدق نعمة "اعتدت عليها" حتى فقدت بريقها في عينيك (مثل نعمة المشي بدون ألم، نعمة الماء البارد، الأمان في بيتك، وجود والديك أو أطفالك).
إعادة اكتشاف النعم الموجودة بالفعل يكسر حاجز التعود (De-habituation)، ويمنحك جرعات متجددة ومستمرة من السعادة الهادئة دون الحاجة لتحقيق أي إنجاز جديد.
ج/ الاحتراق النفسي: عندما يصبح النجاح نارًا تأكلك من الداخل
أحيانًا، وربما في كثير من الأحيان لدى الناجحين، يكون سبب عدم الشعور بالسعادة ليس نقصًا في الإنجاز، بل "تخمة" في الضغوط والمسؤوليات أدت إلى حالة خطيرة من الاحتراق النفسي أو الوظيفي (Burnout) .
في سباقنا المحموم والمجنون نحو القمة، قد نهمل حاجاتنا الإنسانية والبيولوجية الأساسية: النوم الكافي، الغذاء الصحي المتوازن، الرياضة، والعلاقات الإنسانية الدافئة والحميمية.
النتيجة الحتمية هي حالة من الإنهاك العاطفي والجسدي والعقلي تجعلنا "مخدرين" عاطفيًا (Emotional Numbness) .
في هذه الحالة المرضية، حتى لو حققت أكبر انتصار مهني، فإن جهازك العصبي المنهك والمستنزف غير قادر كيميائيًا على معالجة مشاعر الفرح أو الاستمتاع.
أنت مثل شخص لديه لسان محروق، لا يستطيع تذوق طعم ألذ الطعام.
علامات الاحتراق الخفي التي يغفل عنها الكثيرون تشمل: الشعور المستمر بالإرهاق والثقل حتى بعد النوم لساعات طويلة، السخرية والتهكم الدائم من العمل أو الزملاء أو العملاء (Cynicism)، الشعور بعدم الكفاءة والجدوى رغم الإنتاجية العالية ظاهريًا، والرغبة في العزلة والانسحاب.
إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، فاعلم يقينًا أن إضافة "إنجاز جديد" أو مشروع جديد لن يحل المشكلة، بل سيزيد الطين بلة وسيعجل بالانهيار التام.
جسمك وروحك يصرخان بصمت طالبين الراحة والترميم، وأنت تجبرهما بالسوط على الركض في السباق.
الخطوة الأولى والضرورية للعلاج هي "التوقف التكتيكي" والشجاع.
يجب أن تدرك أنك لست آلة فولاذية، ولن ينهار العالم أو يتوقف الاقتصاد إذا أخذت إجازة قصيرة، أو أغلقت هاتفك في عطلة نهاية الأسبوع، أو قللت ساعات العمل الإضافية لفترة.
أعد ترتيب أولوياتك بصرامة وفق قاعدة "صحتك النفسية والجسدية أولاً".
تذكر التوجيه النبوي العظيم الذي يضع دستورًا للتوازن: "إن لجسدك عليك حقًا، وإن لنفسك عليك حقًا، وإن لأهلك عليك حقًا، فأعطِ كل ذي حق حقه".
الاستثمار في راحتك النفسية والجسدية ليس رفاهية أو ترفًا، بل هو "الوقود" الاستراتيجي الذي يضمن لك استمرارية الإنجاز وتذوق ثماره لسنوات قادمة.
بدون هذا التوازن، يصبح النجاح مجرد عبء ثقيل ومؤلم تحمله على ظهر مكسور.
في مدونتنا هذه، نؤمن إيمانًا راسخًا أن الصحة النفسية هي "البنية التحتية" التي يُبنى عليها أي نجاح مالي أو مهني مستدام.
المال يمكن تعويضه، والمناصب تتغير وتزول، والمشاريع قد تفشل وتنجح، لكن "نفسك" و"عقلك" هما المركبة الوحيدة التي ستكمل بها رحلة الحياة حتى النفس الأخير، فحافظ عليهما صيانتها قبل فوات الأوان.
د/ المقارنة القاتلة: لص السعادة المحترف في العصر الرقمي
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام، لينكد إن، سناب شات)، أصبحنا نعيش في "معرض دائم ومفتوح" لإنجازات الآخرين المثالية (والمفلترة والمنتقاة بعناية غالبًا).
قد تحقق إنجازًا رائعًا ومميزًا بمقاييسك الشخصية وظروفك، ولكن بمجرد أن تفتح هاتفك وترى زميلًا سابقًا حقق إنجازًا أكبر، أو صديقًا سافر لمكان أجمل، أو منافسًا حصد أرباحًا أعلى، يتقزم إنجازك فورًا في عينيك، وتشعر بالإحباط والنقص.
المقارنة هي اللص المحترف والوقح الذي يسرق فرحتك في وضح النهار دون أن تشعر.
المشكلة الجوهرية في المقارنة أنها "غير عادلة" أبدًا من الناحية المنطقية؛
فأنت تقارن "باطنك" الحقيقي المليء بالصعوبات، والشكوك، والمخاوف، واللحظات الضعيفة، بـ "ظاهر" الآخرين الملمع والمثالي الذي اختاروا عرضه على الشاشة.
أنت لا ترى الليالي الطويلة التي سهرها هذا الناجح قلقًا وخائفًا، ولا التنازلات الأخلاقية أو الصحية التي ربما قدمها، ولا المشاكل العائلية الطاحنة التي قد يخفيها خلف ابتسامة الصورة البراقة.
يقول أحد الحكماء بصدق:
"لو اطلعتم على الغيب لاخترتم الواقع".
كل إنسان في هذه الحياة لديه "حزمة متكاملة" من الأرزاق والابتلاءات صممت خصيصًا من قبل الخالق العليم لاختباره وصقل روحه، ولا يمكن تفكيك هذه الحزمة لأخذ الجيد وترك السيء.
للتخلص من سطوة هذا اللص، مارس استراتيجية "الصيام الرقمي" (Digital Detox) بوعي، خاصة بعد كل إنجاز تحققه.
عندما تحقق هدفًا، لا تسارع لنشره فورًا على المنصات وانتظار "اللايكات" والتعليقات لتؤكد لك قيمته.
عش اللحظة بعمق مع نفسك ومع أحبابك الحقيقيين في الواقع الملموس.
احتفل بعشاء هادئ، بتمشية، بسجدة شكر طويلة.
اجعل معيارك الوحيد للقياس هو "أنا الأمس" مقابل "أنا اليوم".
هل تقدمت خطوة؟
هل تعلمت درسًا جديدًا؟
هل أصبحت نسخة أفضل من نفسك؟
هذا هو المعيار الوحيد الحقيقي والمنصف والصحي.
وتذكر التوجيه النبوي العظيم الذي يحمي الصحة النفسية: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم".
هـ/ وهم "الوصول": السعادة في الرحلة لا في المحطة النهائية
أكبر كذبة نصدقها ونكررها على أنفسنا هي: "سأكون سعيدًا عندما...".
عندما أتزوج، عندما أصبح مديرًا، عندما أشتري البيت، عندما يكبُر الأولاد، عندما أجمع المليون الأول.
هذه العقلية الخطيرة تعلق سعادتك بشرط مستقبلي غيبي قد يأتي وقد لا يأتي.
وإذا أتى، سرعان ما تضع شرطًا جديدًا وأصعب، وتظل تطارد سرابًا لا يُمسك.
الحقيقة القاسية هي أنه لا يوجد "خط وصول" نهائي في الحياة تستريح عنده تمامًا إلا الموت.
الحياة بطبيعتها سلسلة مستمرة ومتجددة من التحديات والمشاكل وحلها.
السعادة الحقيقية والناضجة تكمن في "النمو" (Growth) وليس في "الامتلاك" (Possession).
الشعور بأنك تتطور، وتتعلم، وتتجاوز عقباتك الشخصية، وتكتسب حكمة جديدة، هو المصدر المستدام الوحيد للرضا.
الناجحون السعداء حقًا هم الذين يجدون المعنى في "الكفاح" نفسه.
هم الذين يستمتعون بحل المشكلات المعقدة بقدر استمتاعهم بالنتيجة النهائية، وربما أكثر.
حوّل تركيزك وبوصلتك من سؤال "ماذا سأحصل؟"
(سيارة، مال، شهرة) إلى سؤال "من سأصبح؟"
(شخصية، مهارة، أثر). الشخصية القوية التي تبنيها خلال الرحلة، والخبرات العميقة التي تصقلها التجارب، والأثر الطيب الذي تتركه في حياة الناس من حولك، هذه هي الأصول الحقيقية والباقية التي لا يمكن لسوق الأسهم أن يخسف بها، ولا لتقلبات الزمن أن تسلبها منك، ولا حتى الموت أن يمحوها (إذا كانت صدقة جارية أو علمًا ينتفع به).
عندما يكون المعنى (Meaning) هو البوصلة، يصبح كل يوم تعيشه هو "هدف" بحد ذاته، وتصبح السعادة رفيق درب مخلصاً لا محطة انتظار بعيدة.
و/ وفي الختام:
تذكر جيدًا أن عدم شعورك بالسعادة رغم الإنجاز ليس طريقًا مسدودًا أو حكمًا مؤبدًا بالتعاسة، بل هو "إشارة تنبيه" ذكية ورسالة من روحك تخبرك بصوت عالٍ أنك تبحث عن السعادة في المكان الخطأ، أو تستخدم الوقود النفسي الخطأ.قد تكون بارعًا جدًا في "علم الإنجاز" (Science of Achievement)، لكنك تحتاج الآن وبشدة لإتقان "فن الوفاء والرضا" (Art of Fulfillment).
ابدأ اليوم، وليس غدًا، بخطوة صغيرة وعملية: توقف عن الجري اللاهث لدقائق معدودة.
انظر لما في يدك الآن بامتنان حقيقي وعميق، سامح نفسك بصدق على شعورك بالنقص البشري الطبيعي، وأعد تعريف النجاح في قاموسك ليكون "السكينة، والنمو المستمر، والأثر الطيب" بدلاً من مجرد "الأرقام الجامدة والممتلكات الزائلة".
السعادة ليست شيئًا تجده جاهزًا في الخارج، بل هي قرار داخلي وشيء تصنعه في مصنع قلبك وتقرره بوعي كل صباح، مهما كانت الظروف من حولك.
اقرأ ايضا: لماذا يحتاج عقلك إلى دقائق بسيطة يوميًا… لتصفو حياتك كلها؟
هل لديك استفسار أو رأي؟
يسعدنا دائمًا تواصلك معنا! إذا كانت لديك أسئلة أو ملاحظات، يمكنك التواصل معنا عبر صفحة [اتصل بنا] أو من خلال بريدنا الإلكتروني، وسنحرص على الرد عليك في أقرب فرصة ممكنة .